الجمعة، 21 أكتوبر 2011

سمكات

منذ ست سنوات تقريباً كان لدي 3 سمكات اصطدتهم بنفسي , ولن أخبركم كيف حتى لا أتعرض للسخرية كل ما أستطيع قوله هو أن الموضوع كان سهلاً للغاية .. المهم .. كانت السمكة الأولى ذهبية اللون "دبدوبه" وبرّاقة وذات صحة جيدة والثانية سوداء لا تقل عنها صحة ونضارة أما الثالثة فكانت رغم جمال لونها نحيلة هزيلة لا تكاد تُرى ..كان يجمع تلك السمكات حوض صغير وضعته بقرب النافذة ، كنت أشعر بسعادة عارمة عندما أعود من المدرسة منهكة فأرى سمكاتي وهي تتراقص بانسجام في الحوض فأشعر بالحيوية تنبض في جسدي من جديد .. لم يكن يزعجني شيئ في سمكاتي سوى مسألة تنظيف الحوض لأن ذلك يحتاج إلى عناية فائقة حتى يضل الحوض في أبها صورة ، جاءت الإجازة لتأتي معها سلسلة من الزيارات الغير منتهية ..أدركت حينها أن التنقل مع حوض السمك لن يكون سهلاً فقررت أن أضعه عند صديقة لي شرحت لها على عجل كيف تقوم بتنظيف الحوض وكميات الطعام ، كنت أشعر لها بامتنان كبير ..سوف تعتني بسمكاتي فيكبرن ويصبحن أكثر جمالا ..ليتها تعطي السمكه الصغنطوطه حصة طعام أكبر إن صحتها لا تعجبني دائما أضع لها الطعام فتلتهمها السمكه الذهبيه الدبه في لقمة واحده تماماً مثل أخي عندما تجمعنا سفرة الطعام ، إنتهت الإجازة وعدت بشوق كبير لرؤية السمكات .. ولكن كانت المفاجئة عندما أخبرتني صديقتي بأنه ليس بالحوض إلا سمكة واحدة لقد ماتت كل من الدبه والهزيله تضايقت كثيرا وقلت بلهجة ساخرة ( الأولى ماتت من من كثر الأكل والثانيه ماتت من الجوع ) ، حملت الحوض عائدة إلى البيت .. لكن شيئا ما تبدل ..لم أعد أشعر بتلك الحيوية التي أشعر بها عندما اعود وأرى الحوض به السمكات ..إني الآن لا أرى إلا سمكة واحدة ..إنها وحيدة تماماً .. تستيقظ وحدها .. تنام وحدها .. تعيش وحدها .. تجاهلت الحوض تماماً واعتبرته كقطعة أثاث لا أقل ولا أكثر .. لكن شعوراً ما يزعجني .. لا بد وأن تعيش مع مثيلاتها .. حياتها في هذا الحوض مملة للغاية .. راودتني أفكار كثيرة .. هل أعيدها إلى البحر .. أم أجلب لها أسماك جديدة لتعيش حياة مزدحمه في ذلك الحوض الصغير.. قفزت في بالي فكرة بدت لي جهنمية .. رفعت السماعة واتصلت على بنت الجيران .. كيف نسيت بأن والدها مجنون سمك  كان الأجدر بي أن اعطيهم سمكاتي منذ البدايه .. أخبرتها عن سمكتي الوحيده واقترحت عليها أن تضمها إلى عائلة الأسماك الكريمة التي بمنزلهم .. لم تمانع .. فأرسلت الحوض وطبعت عليه قبلة وداع أخيره ..مع السلامه "سوف تعيشين حياة أفضل بعد لحظات" قد تسخرون مني .. وتستغربون أسلوبي .. لكن ف الواقع ان ما يربطني بهذه المخلوقات شيء كبير لا أعلم لمذا أحببتها ..ولا أعلم لماذا أخاطبها بهذه اللهجة التافهة كما لو أنها بشر تعقل وتفهم ..
لم تتنهي القصه عند هاذا الحد الكلام السابق كله شوية سوالف .. القصه انتهت عندما اتصلت بي بنت الجيران ف اليوم التالي مباشرة .. قالت ( سميه .. بابا نسى الفلتر وماتت السمكات .. وسمكتك معاهم ... ) سكتت تترقب الإجابه .. لم أستطع أن اكتم ضحكتي .. لقد ضحكنا بلا توقف .... يا للسخرية .. فعلا \\ شر البلية ما يضحك .. المهم أني بعد ذلك كله قررت أن لا أربي سمك في حياتي أبدااا _ آكله ايوه أربيه...لأ _
بداخل كل إنسان عالم ... لكن القليل جدا من يكتشف روعة عالمه