قد كان هذا يوم خطبتها
يا أرض ميدي يا سما خرّي
ورأيت ساعدها بساعده
فوددت لو غـــيبت فـي فبـــر
وشعرت أن الأرض واجفة
تحتي،وأن النار في صدري
وإذا "بها"وإذ بالفـتى "هنري"
في حلة بيــضـــاء كالفجــــر
تمشي ويمشي بين ذي أدب
حلو،وبين مليحة بِكر
يا قلب ذُب! يا مهجتي انفطري
يا طرفُ فِض بالأدمع الحمرِ
أغمضت أجفاني على مضضٍ
وطويت أحشائي على الجمرِ
أشفقت من همي على كبدي
وخشيت من دَمعي على نَحري
قال الطبيب وقد رأى سقمي :
لله من فِعل الهوى العُذري
مالي بدائك يا فتى قِبلٌ
السحر محتاجٌ إلى سِحرِ
ومضى يقلّب كفّه أسفاً
ولبثت كالمقتول في الوكر
____
وسأمت داري وهي واسعة ٌ
فتركتها وخرجت في أمرِ
فرأيتها في السوق واقفة
ودموعها تنهلٌ كالقطر
فدنوت أسألها وقد جزِعت
نفسي وزلزل حزنها ظهري
قالت : قضى هنري !! فقلت قضى
من كاد لي كيداً ولم يدرِ
لا تكرهو شراً يصيبُكُمُ
فلرب خيرٍ جاء من شرٍ
وهفا هواها بي فقلت لها:
قد حل هذا الموت من أسري
قالت : ومن أسري! فقلت :إذن
لي أنتِ؟ قالت : أنت ذو الأمرِ
وهناك باركني وهنأني
من هنأوا قبلي الفتى هنري
____
من بــعد شهرٍ مرً لــي معــــها
أبصرت وضح الشيب في شعري
ما كنت أدري قبل صُحبتها
أن المشيب يكون في شهر
فكرت في هنري وكيف قضى
فوجدت هنري واضح العذر
يا طالما قد كنتُ أحسدُهُ
واليوم أحسدُهُ على القبرِ
