الاثنين، 4 يناير 2016

يوم من عمري ... تجربة الرحلة الثقافية لدولة البحرين

لن أنسى ابدا ذلك الليوم .. يوم مشاركتي في الرحله الثقافية الأولى مع نادي إقرأني والتي كانت متجهة إلى دولة البحرين الشقيقة في يوم الإثنين من آخر شهر في سنة 2015  ،  برنامج الرحلة ابتدأ في تمام الساعه الثانية ظهرا حيث كانت ساعة التجمع في بوابة رقم 3 - مجمع الظهران مول

 الدنيا كانت مشتيه كان يوم بارد وغيوم نسبيه وفي مثل هذي المواقف أستغرق وقت كبير في التفكير في  لبس جاكيت تحت العبايه أو اخذ شال دافي ألبسه وقت الطوارئ ... لكن انتهى بي الموضوع  بلبس كم طويل تحت العباية وخلصنا  واللي فيها فيها
فور دخولي من البوابة وجدت مجموعه فتيقنت انها تابعة للرحلة ،  لكن ظللت احوم قليلا حولهم  ثم قدمت نفسي أخيرا معرفة بنفسي فتلقيت ترحيب جميل من الأستاذه (عاليه) وهي المسؤوله عن برنامج الرحلة بالتعاون مع الأخوات  , أحسست كأني اعرفهم منذ زمن طويل  . بعد دفع الرسوم تم توزيع بطاقات لكل مشتركة تحمل اسمها تعلقها ليسهل التعرف عليها وهنا أصابني الفضول وأخذت اطوف على المشتركات واقلب في بطاقاتهن في محاولة فاشلة لحفظ الأسماء .
بدأ العدد يتزايد مكثنا حتى تمام الساعة الثالثة , ادينا صلاة العصر في مصلى النساء ثم انطلقنا متجهين الى الحافلة ..
تعرفت على الأخت فاطمه الجماعي واخواتها الله يخليهم ويحفظهم  وأحسست بارتياح كأنهم أخواتي فعلا ، وكان الله في عون  فاطمه   لأني ارتحت لها ولزقت فيها و دائما أطلب منها تصورلي صور اثناء الرحلة  على طول الخط
على عكس الناس كانت فاطمه تطلب مني أن لا اضحك في الصورة لأن الضحكة خلف النقاب  تصغر العيون شكرا للأخت فاطمه

اخترت آخر مقعد في الباص لأنه زي ما انتو عارفين يكون أعلى قليلا والواحد ياخذ راحته ويطلع على أحوال الباص  والأهم بجانب النافذه
أحب منظر البحر من الجسر
وعلى عكس المتوقع فقد كان جسر البحرين مزدحم جدا ومع طول الإجراءات تأخرنا قليلا في الدخول الى البحرين وقد كنت أتضور جوعا .




وحل الظلام  في أول لحظات دخولنا للبحرين
أعدت الأخوات برنامج ترفيهي يحتوي على أسئلة ثقافية عن مدينة البحرين والتي لم أعرف اجابتها ولكن شاركت أخيرا بأغنية تراثيه احفظها منذ صغري  وفي لحظه قلبنا الباص لجلسة سمر . اتجهنا الي الستي سنتر لأخذ وجبة العشاء من مطعم جيسميز
 واحتلينا جيسميز ..
أهم شي طلبي بيدي :)
اقترب وقت الأمسية الثقافية فكان لابد من الإستعجال والعودة سريعا إلى الباص ،  لفت نظري الزينة الرائعة  التي كانت تزين أرجاء الستي سنتر.. حبيتها جدا ..

اتجهنا بالحافلة إلى مدينة المحرق حيث يوجد مركز الشيخ ابراهيم آل خليفه الثقافي الذي ستقام فيه الأمسية في تمام الساعة الثامنة ، والحمد لله وصلنا في الوقت المناسب :)
كان تصميم المركز فريد من نوعه فأنت عندما تصل لا تجد بنايه كبيره كما تتخيل وانما طرق ضيقة أو أزقه كما يسميها البعض  تحمل إرشادات معينة حتى تصل الى وجهتك والسبب في ذلك هو رغبة في إبقاء على الطراز الأصلي لحارات ومنازل المحرق القديمة في تلك المنطقة مع اضافة بعض من اللمسات الفنية و الابداعية التي تجذب العين وتثير فيك التأملات ..
                           
أخذنا جولة في المكان  ,, بين بيوت ملونه وكتابات فريده ،، وأكثر ما استوقفني ذلك البيت الذي كتب عليه (مكتبة أطفال)
وصلنا أخيرا الى المقر الأساسي او البيت الكبير
صوره تذكاريه قبل الدخول للأمسية بلحظات
ثم توجهنا إلى قاعة الأمسية وكانت تتميز بهدوء مريح ..
حضر الأمسيه بعض من أدباء وكتابب وباحثين من عدة بلدان عربية وأيضا السفير المغربي ووزيرة الثقافة البحرينيه الشيخه مي ،  وما هي إلا لحظات حتى جاء ضيف الأمسية الروائيي التونسي ( شكري المبخوت )
تناول الأستاذ شكري في أمسيته موضوع الجائزة الأدبيه ومدى تأثيرها في أنتاج مزيدا من التنافس الأدبي بيد أنها قد تستخدم بشكل غير صحيح في بعض الأحيان كأن يقوم الأديب  بإنتاج أعماله لمجرد الإنتاج لكسب الجائزه  وليس لأجل الفائدة و القيمة الأدبيه ، وقارن بشكل سريع بين متوسط انتاج الكتب في فرنسا الذي قد يصل الى 90 كتاب في السنه ومتوسط انتاج الكتب في أحد البلدان العربيه الذي قد لا يتجاوز ال 30 كتاب  وغيره من المواضيع المتفرقة  ، كان الجو بارد جدا جدا ،، اكتشفت في وقت لاحق أن المقعد الذي أجلس عليه يقع مباشرة فوق فتحة التكييف  ،  انتهت الأمسية في تمام الساعه  التاسعه والنصف  ولكن الحضور استبقى الأستاذ لمزيد من الأسئلة والإستفسارات ، وحتى لا نتأخر في عودتنا الى السعودية اطررنا للخروج وأخذنا لفه سريعه في المكان وكان من ضمن الأشياء اللتي لفتت نظري فواصل كتب تحمل عبارات جميله ومميزه ..
توجهنا الى الخارج للعودة الى الديار ولأن الباص لا يزال في طريقه إلينا فكرنا باستغلال الوقت وتناول  الشاي بالحليب أو كما نسميه ( شاي كرك )من القهوة الشعبية الموجودة على ناصية الشارع
شاي كرك خيارك  الأول في عز البرد
وصلت الحافلة أخيرا وعدنا إلى نقطة التجمع عند بوابة 3  - الظهران مول
وبذلك انتهت  أجمل تجربة عشتها مع أجمل أخوات وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم  ،  والى لقاء آخر ان شاء الله في تجربه  جديده  :)
بداخل كل إنسان عالم ... لكن القليل جدا من يكتشف روعة عالمه